< < تحقيقات النيابة أكدت أن حصول مبارك علي قصور أسرته من حسين سالم تزامن مع بداية عطايا الدولة لرجل الأعمال الهارب.. في الوقت الذي أكد الشهود تدخلات مبارك بقوة لصالح صديقه المقرب. وخلال التحقيقات كان مبارك يرد بشكل مقتضب.. ويخلط الأمور ببعضها.. ويدعي النسيان ليهرب من اسئلة النيابة..تكشف »أخبار اليوم« أيضا أسرار استبعاد الاتهام عن حسني مبارك في قضيتي مكتبة الإسكندرية وسبيكة منجم السكري، في الوقت الذي تواصل الاجهزة الرقابية عملها لكشف المزيد من أسرار علاقة مبارك بحسين سالم. < <
كشفت تحقيقات النيابة العامة مع الرئيس السابق عن مفاجآت عديدة حيث أكد ممدوح زهيري محافظ جنوب سيناء السابق أن بدء تخصيص الأراضي لحسين سالم تزامن مع زيارة خاصة جدا لحسني مبارك لشرم الشيخ تجاوز فيها الرئيس السابق كل أسس البروتوكول واستقل سيارته مع سالم.. وطلب من زهيري أن يستقل سيارة أخري.. واتجه حسين سالم مع مبارك إلي موقع الأرض التي انشأ عليها رجل الأعمال فيللات مبارك وأسرته وتناقش مبارك مع سالم في بعض الأمور الخاصة بتصميم قصور الرئيس السابق وأسرته!.
أضافت التحقيقات التي باشرها المستشار مصطفي سليمان رئيس الاستئناف ومحامي عام أول استئناف القاهرة، أن سالم قدم لمبارك قصره الذي تم بناؤه علي مساحة ٦١ ألف متر مربع كانت قيمته وقت البيع تتجاوز ٧٣ مليون جنيه و٠٠٥ ألف جنيه، بينما وصلت قيمته حاليا ٠٠١ مليون جنيه.. وحينما سألت النيابة مبارك عن سر بيع سالم لهذه القصور بسعر متدن فقال الرئيس السابق والله لم تكن هناك مباني في هذه المنطقة.. ولم تكن هناك شركات اشترت مساحات مماثلة، وكانت الأسعار متدنية.. ولكن تحريات مباحث الأموال العامة برئاسة اللواء حسين عماد مساعد وزير الداخلية أكدت عكس ذلك، حيث حصل اللواء محسن راضي مدير إدارة الكسب غير المشروع علي عقود لفيلات قامت شركة خليج نعمة ببيعها في نفس التوقيت وبسعر مضاعف.
حيث أكد أيضا العميد طارق مرزوق مدير إدارة الاختلاس بمباحث الأموال العامة في التحقيقات إن القصور الثلاثة لعلاء وجمال مبارك تم بناؤها علي مساحة ٠٠٩١ متر بسعر متدن.. وواجه المستشاران عاشور فرج وأحمد حسن المحاميان العامان مبارك بهذه المعلومات وكانت اجاباته تحمل مفاجأة، حيث كان يقول: »مش فاكر الموضوع ده«.. وأحيانا يقول: »أنا ناسي الحكاية دي.. وتارة أخري يقوم بخلط الاجابات ببعضها لتأتي اجاباته في النهاية غير منطقية«!
توقف ٢١ مرة
خلال التحقيقات كان مبارك مستسلما، يبتسم أحيانا ويبكي احيانا ويسترشد بمحاميه فريد الديب لانقاذه من بعض المطبات التي ظهرت خلال مواجهته ببعض الاتهامات.. واحيانا يبدو شاردا.. وفي آخر جلسة تحقيق توقف المستشار مصطفي سليمان ٢١ مرة عن سؤال مبارك بسبب تردي حالته الصحية.. وتدخل الأطباء عدة مرات لاسعاف الرئيس السابق قبل أن يقول لهم: »أنا كويس الآن.. ممكن نكمل التحقيق«!.
وخلال التحقيقات أكد الشهود أن حسني مبارك كان يختلي بحسين سالم في أحد أركان الفندق الذي يقيم فيه الرئيس السابق، ويحظر علي أي فرد الاقتراب منهما أو التدخل في الحديث.. وأكدت التحقيقات التي استعرضها النائب العام المستشار د.عبدالمجيد محمود إن حسين سالم اشتكي لمبارك خلال إحدي الزيارات من ضغوط محافظ سيناء عليه.. وعدم موافقته علي بعض تراخيص المحلات والفيلات.. وسأل مبارك المحافظ عن سبب رفض منح هذه التراخيص فرد المحافظ: هي مخالفة للقانون يا فندم.. فرد الرئيس السابق: ماتضغطش علي حسين سالم، واعمل له اللي هوه عايزه.
وأكدت التحقيقات ان جميع الأراضي التي حصل عليها حسين سالم في شرم الشيخ جاءت في توقيت متزامن مع قيامه ببيع منطقة »الجولي فيل« لأسرة مبارك.. وكشفت تحريات العميد طارق مرزوق عن مفاجآت أخري في علاقة حسين سالم بالرئيس السابق التي بدأت في عام ٨٨٩١.. حيث أكدت التحريات أيضا ان سالم قام باجراء تشطيبات فاخرة جدا لمبارك في قصره.. وأسس له صالونا فاخرا علي الشاطيء.. ومنحدر اسطوريا علي ربوة عالية أمام القصر وتطل علي البحر.
وأكدت التحريات أيضا ان حسين سالم كان يواصل تشطيباته في قصور آل مبارك حتي بدء الثورة.. وتوالي الاجهزة الرقابية تحرياتها لكشف المزيد عن علاقة مبارك وحسين سالم.. والتأكد من عدم وجود أرصدة لسالم تخص مبارك.
عطايا مبارك لسالم
المثير أن نيابة الأموال العامة برئاسة المستشار علي الهواري المحامي العام الأول تباشر تحقيقاتها في قضية أخري تخص عطايا مبارك لحسين سالم.. حيث قام يوسف والي بمنح سالم مساحة ٦٣ فدانا في محمية طبيعية في جزيرة البياضية رغم حظر بيع هذه المحميات، لكن سالم حصل علي هذه الأراضي بسعر بخس في عام ١٠٠٢، وقام ببناء فندق علي هذه المساحة.
وباشر المستشاران عماد عبدالله وأشرف رزق التحقيق في هذا البلاغ.. وكلف د.محمد أيوب رئيس النيابة لجانا فنية لفحص ملف التخصيص.. وتحقق الاجهزة الرقابية مدي صلة مبارك بهذا التخصيص.
في الوقت الذي قررت النيابة استبعاد الاتهام مع الرئيس السابق في واقعتين تم مواجهة مبارك بهما خلال التحقيقات.. وهما اتهامه بالاستيلاء علي أموال مكتبة الإسكندرية.. لكن التحقيقات أكدت ان هذا الحساب كان مخصصا للمكتبة وباسمها.. واكدت التحقيقات ان مبارك سحب عدة مرات من هذا الرصيد ولكنه وجه الأموال لمكتبة الإسكندرية.. وفي نهاية التحقيقات تم اعادة الأموال للدولة.
الواقعة الأخري التي قررت النيابة استبعاد الاتهام فيها لمبارك هي بلاغ قدمته الاجهزة الرقابية بحصول مبارك علي سبيكة ذهبية وزنها ٥ كيلو جرامات من شركة »حمش« التي تساهم فيها هيئة الثروة المعدنية بنسبة ٠٥٪.. وتبلغ قيمة السبيكة ٢.١ مليون جنيه.. حيث تم ضبط السبيكة بفيلا مبارك.. لكن الرئيس السابق اكد ان هذه السبيكة ليست هدية شخصية له.. لكن حصل عليها من وزير البترول السابق سامح فهمي تمهيدا لوضعها في أحد المتاحف لتشجيع الاستثمار في منطقة جبل السكري.. وتم استعادة السبيكة.
وعلمت »أخبار اليوم« ان النائب العام المستشار د.عبدالمجيد محمود عقد اجتماعا مع مساعديه المستشار عادل السعيد رئيس المكتب الفني والمستشار مصطفي سليمان المحامي العام الأول لاستعراض خطة مرافعة النيابة في القضايا التي احيل بسببها مبارك وأبناؤه إلي المحاكمة.. حيث اعد المستشار مصطفي سليمان عدة محاور مهمة في مرافعته في قضايا مثل المتظاهرين تكشف مدي صلة الرئيس السابق بهذه الواقعة.
وأكد مصدر قضائي ان التحقيقات مع علاء وجمال مبارك مازالت مستمرة في قضايا شراء أصول ديون مصر.. والتوكيلات الاجنبية.. حيث تجري الاجهزة الرقابية تحرياتها حول القضية.. في الوقت نفسه يواصل المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل ورئيس جهاز الكسب غير المشروع متابعته للجان الفنية التي تقوم بحصر وتقدير ممتلكات الرئيس السابق واسرته لتحديد قيمتها بدقة قبل أن يقوم جهاز الكسب غير المشروع في التصرف في القضية.
ومن المنتظر أن يقوم المستشار خالد سليم هذا الاسبوع بالتحقيق مع علاء مبارك في محبسه بسجن مزرعة طرة.. ورغم ان علاء ليس موظفا عاما.. إلا انه سيواجه بتهمة استغلال نفوذ والده لتحقيق ثراء.. لأن التحريات أكدت انه بدأ حياته مالكا لمزرعة طيور.. وأصبح الآن مليونيرا.